الاداره المؤسس
تاريخ التسجيل : 15/03/2010
| موضوع: ليت الليل طال الخميس أبريل 15, 2010 6:46 am | |
| عندما تسلل خارجا على أطراف أصابعة الصغيرة كانت حواسه تسمع كل أصوات الليل التى ترعبه كان يدرك أنه سوف يستيقظ صباحا ليجد نفسة على ذات الفراش الذى غادرة متسلللا ً ليصل الى تلك الغرفة الطينية بطرف الحوش الكبير وصاحبها الذى لا ينام كانت الهمهمات تصدر منها لتملأ قلبة الصغير راحة وسكينة فيتسلل إليه لم تكن هى المرة الأولى التى يخالف فيها الأوامر بعدم مغادرة الفراش ليلا ويتلقى على ذلك عقابا جميلا بطرف السبحة مع نعتة ( بالمسنوح) والتى لم يعرف لها معنى دخل صامتا هذة المرة فهو لم يسمع همهماته مذ رأى ذاك الرجل ذو الحقيبة الجلدية والعينان الزجاجتان يغادر غرفتة فعلم أن جِده مريضاً ..كان وجهه أكثر ضياء ولحيته الطويلة لا تقل بياضا ًعن الثوب الذى يتدثر به كان الضوء خافتا ورائحة البخور تجوب الغرفة الفارغة إلا من فراش قديم وإبريق وسجادة صوف وذاك الصندوق الخشبى المزخرف وبجوارة جوال من الخيش تتدلى من طرفة حبات من اللالوب الجاف نظمت مع بعضها لتشكل مسبحة طويلة أطوال من أيام السنة همس ...جدى أنا محمد هل نمت !! سأعيد عليك قصة يتيم مكة التى سردتها علىّ ليلة أمس لقد حفظتها وحفظت سورة الأنشراح ، قلت لى أنه كان يتيما مثلى وصادقا ولكنى كذبت مرة يا جدى ، بل مرتين ... ولكنه لم يكذب قط قلت لى ياجدى أنه ولد مختونا وراكعا هل سيختنونى الأسبوع المقبل كما وعدتنى. وعندها ستهدينى سجادة الصوف تلك ؟ أريد أن أصلى طوال الليل مثل سيدى محمد، أنت سميتنى به لأنك تحبه وتحبنى.. حسنا ًيا جدى سأكون رحيما مثلة ولن أضرب قطة جارنا.. أسمه محمد، وأبوه عبد الله ، مات مارآه ، وأمه آمنة ، جده رباه قد حفظتها يا جدى ....معلمتنا أعطتنى حلوى وصفق لى الجميع بالأمس قالت جدتى كان نبيناً كريما وشجاعاً لايقطع الشجر لا يعبد الحجر ولا يهاب الخطر أحب ان أكون شجاعا مثلة يا جدى همس... جدى هل تسمعنى ... نظر الى أعلى كان الضوء قد إزداد توهجا ووجه الشيخ أكثر إشراقا همهم (اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد) لم يكن خائفا كان عقلة يستعيد كلمات جدة وكان يسمعها بوضوح هو الرحمة المُسداه ، بالمؤمنين رؤوف رحيم ، وإنك لعلى خلق عظيم أصوات الليل لم تكن مرعبة هذة المرة بل كانت أكثر أمنا ..أحس بشئ ما يمسح على رأسة أغمض عينيه وغفا . هاهو يحلق أعلى... أعلى حيث هالة النور تكبر لتضيئ الدنيا مد يديه الى النور أمسك به يداه ناعمتان وثغرة بسّام كان جميلا ً كأن الشمس والقمر على وجهه ، وضّاح المُحيا معتدل القوام وحلو الحديث ...أسمى مُحمد... صاح الصغير..تيمنا ًبسيدى رسول الله من أنت ... وجهك جميل وكأنى أعرفك اللهم صلى على محمد ...جدى ... عندما إستيقظ كان على فراشة الذى غادرة متسلللا ً أسرع الى غرفه الطين بطرف الحوش جاءه صوت الشيخ مهمهماً (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) دخل صاخباً جدى لقد رأيته ..لقد رأيته أرتمى بكل قوتة على حِجر جده .همهما معا وبصوت واحد صلوات ربى وسلامه علية
| |
|